صمت، فقال: وإذا صار الله جسدا.. أليس ذلك تغييرا
فيه.. مع أن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله لا يتغير (ملاخي 3: 6)؟
صمت، فقال: إذا صدقنا كلمة يوحنا، واعتبرنا الله صار
جسدا.. فهذا يلزم عنه أن كل ما وقع لهذا الجسد من قبل اليهود من ضرب وجلد هو واقع
على الكلمة لأن الكلمة صارت جسدا، وهذا من أبطل الباطل في حق الله الكامل المنزه
عن كل نقص.
صمت، فقال: هل الكلمة هي التي تنطق بنفسها أم ينطق
بها غيرها؟
قلت: بل ينطق بها الغير.
قال: فمن نطق بكلمة المسيح فكان؟ أليس هو الله؟
قلت: بلى..
قال: فالكلمة كانت عند الله، أي نطق الله بها، وهي
كلمة (كن المسيح) فكان.. فكيف تتحول الكلمة التي نطق الله بها، فتصير هي الله
نفسه؟
صمت، فقال: هل رأيت إنساناً نطق بكلمة، ثم تحولت هذه
الكلمة في الحال لتصبح هي نفس الإنسان الذي نطق بها!؟
هل تتحول القصيدة التي ألقاها شاعر لتصير هي نفس
الشاعر!؟ أم أن الشاعر هو ناطق، والقصيدة منطوقة بفمه، فيكون هو ناطقها، أي موجدها
وصانعها، والقصيدة مصنوعة مصوغة بإرادته؟
صمت، فقال: ألا يكون القول عادة معبرا عن عقيدة
قائله؟
قال: أجل.. إلا إذا كان منافقا يظهر خلاف ما يبطن.
قلت: لا.. لن نتحدث هنا إلا عن القديسين.. وعن يوحنا
بالذات.. لقد وردت عن يوحنا كلمات كثيرة تنبئ عن تصوره للعلاقة بين المسيح والله
تعالى من خلال ما سطره في إنجيله :