قال: لقد ورد في الكتاب المقدس :( اقتنيت رجلاً من عند
الرب) (التكوين 4/1)، فقايين ليس مساوياً للرب، ولا مثله، ومع ذلك عبر عنه
بالعندية، أي أنه جاءها من عنده.
وفي موضع آخر :( وأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً
وناراً من عند الرب )(التكوين 19/24)
سكت قليلا، ثم قال: لقد ذكرنا ثلاثة وجوه للرد هي
المصدر، والترجمة، والمحتوى، وبقي لنا وجه رابع يقره العقل السليم.
قلت: فما هو؟
قال: هو لوازم القول.. فاللوازم قد يرد بها على ما
فهم من القول.
قلت: ذلك صحيح..
قال: ألا ترى أنه يلزم من هذا النص إبطال عقيدة
التثليث؟
قلت: كيف ذلك؟
قال: إن النص يتحدث عن الله والكلمة فقط، ولا يوجد
أي أثر للأقنوم الثالث الذي هو الروح القدس.. فإذا كان الروح القدس هو إله حق
مساوي للأب والابن في كل شيء، وأن له كل المجد الذي للأب والابن، فلماذا لم يذكر
في هذه الافتتاحية المهمة؟
صمت، فقال: هذا اللازم الأول.. والثاني: ألم يقل
يوحنا :( وكان الكلمة الله).. ألا يلزم عن هذا القول أن الجسد هو الله؟
قلت: لا يلزم ذلك.
قال: ولكن يوحنا قال :( والكلمة صار جسداً).. وبذلك
يصبح للكلمة كيان مستقل إلهي.. وهو تصور لا يقلبه إلا وثني.
صمت، فقال: لقد اعتبر يوحنا أن الكلمة هي الله، وأن
الكلمة صارت جسداً.. ألا يلزم من