فلو كان إطلاق كلمة الله أو إله على المخلوق يقتضي
أن اللاهوت حل فيه للزم بناء على النصوص السابقة أن يكون الملك والقاضي والإشراف
كلهم آلهة، وهذا لم يقل به أحد.
ولكن بالنظر لكون الملائكة والقضاة نواباً عن الله
أطلق عليهم كلمة الله، وبالنظر إلى أن أولئك الأشراف فيهم صفة المجد والقوة اللتين
يوصف بهما الله، أطلق عليهم لفظ الله مجازاً.
قلت: فما تفهم أنت من :( الكلمة )؟
قال: أرى أن إطلاق الكلمة على المسيح في هذا الموضع
تدل على أنه المقصود مما جاء بكلام الأنبياء عنه وبشارتهم به فقد ورد في سفر أرميا
(33: 14) قوله :( ها أيام تأتي يقول الرب: وأقيم الكلمة الصالحة التي تكلمت بها
إلي بيت إسرائيل وإلي بيت يهوذا في تلك الأيام) فالمراد بالكلمة الصالحة هنا هي
كلمة الوعد والبشرى بالمسيح المنتظر.
وورد في سفر اشعياء (2: 3) قوله :( لأنه من صهيون
تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب)
ومما يؤكد هذا أنه كثيراً ما يطلق لفظ (الكلمة) في
الكتاب المقدس ويراد بها كلمة الوعد والبشرى:
فقد ورد في (المزمور: 105:42):( لأنه ذكر كلمة قدسه
مع إبراهيم عبده)
وورد في سفر (أخبار الأيام الأول: 16: 15 ):( اذكروا
إلي الأبد عهده الكلمة التي أوصى بها إلي ألف جيل الذي قطعه مع إبراهيم)
وبذلك تكون إضافة الكلمة إلى الله من باب الاحتراز
عن الكلمة التي للشيطان، وهي التي لا تصدق، كما جاء في سفر (الأمثال:30:5):( كل
كلمة من الله نقية)
صمت، فقال: فلنترك هذا.. ولنحاول فهم قوله :(
والكلمة كان عند الله).. ماذا تعني الكلمة في هذا المحل؟