قال: فقد ذكر المسيح أيضاً أنه ابن الإنسان.. بل قد
ذكر ذلك في ثلاث وثمانين نصاً من النصوص، كلها أطلقت على المسيح لقب (ابن الإنسان
)، فلئن كانت تلك التي أسمته ابن الله دالة على ألوهيته، فإن هذه مؤكدة لبشريته،
صارفة تلك الأخرى إلى المعنى المجازي.
صمت، فقال: أليس من الكتاب المقدس قول متى :( قال له
يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار.وأما ابن الإنسان فليس له، أين يسند رأسه
)(متى 8/20)
أليس فيها :( ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه)
(مرقس: 14/21)؟
أليس فيها :( ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان
فيندم )(العدد 23/9) فالمسيح ليس الله؟
صمت، فقال: ومع ذلك.. هل خص المسيح بإطلاق هذا اللقب
عليه؟
قلت: لا.. قد ورد في الكتاب المقدس ذكر لأبناء
كثيرين لله..
قال: فعدد لي منهم من ذكروا بهذا الوصف.
قلت: هم كثيرون:
فمنهم آدم الذي قيل فيه :( آدم ابن الله )(لوقا:
3/38)
ومنهم سليمان، فقد جاء في سفر الأيام :( هو يبني لي
بيتاً …أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً) (الأيام: 17/12-13)
ومنهم داود كما في المزامير :( أنت ابني، أنا اليوم
ولدتك )(المزمور 2/7)
ومنهم الملائكة،كما في لوقا :( مثلَ الملائكةِ وهم
أبناء الله )(لوقا 20/36)
قاطعني، وقال: وقد سمت النصوص آخرين أيضا بأنهم
أبناء الله، أو ذكرت أن الله أبوهم:
فالحواريون أبناء الله، كما قال المسيح عنهم :( قولي
لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم )(يوحنا 20/17)