نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
وكمثال على ذلك ما قاله بعضهم في بعض المنتديات
مغتاظا حانقا، وهو يعلق على الحديث السابق: (لا يوجد فيه أي نوع من الاستغاثة التي
يذكرها الوثنيون المعاصرون ويحتجون -من ضمن ما يحتجون به هذا الحديث- فالحديث
يتضمن نداء ملائكة أحياء يسمعون ويجيبون بنص الحديث -إن صح- في أمر مقدور عليه
عندهم.. بالإضافة إلى أنه أمر مأذون به بنص الحديث.. وليس في الحديث نداء من في
القبور ولا الاستشفاع بهم عند الله تعالى ولا جعلهم واسطات.. وإلا فما علاقة دل
الطريق أو إعادة الدابة بالاستغاثة وجعل الوسائط بين الله تعالى وعباده؟! ومن الذي
أذن لهم باتخاذ الشفعاء إلى الله تعالى؟! وأين في الحديث الذبح والنذر لهم أو
السجود والتمسح بهم؟! فالحديث لا يؤيد الوثنيين الذين يدعون من دون الله ما لا
يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله!!)[1]
وهكذا يظلون يتخبطون، ويتلاعبون بتأويل النصوص بدل
التسليم لها، ومراجعة الأخطاء من خلالها.
الحديث السادس:
ما ورد في الروايات عن استغاثة الصحابة وغيرهم برسول
الله a حال حياته، وهي إذا ضممنا إليها
الأحاديث السابقة الدالة على علاقته بأمته بعد موته، كان في ذلك دلالة على مشروعية
الاستغاثة به مطلقا.
ومن تلك الأحاديث ما رواه البخاري ومسلم من (أن رجلا
دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله a قائم
يخطب، فاستقبل رسول الله a قائما، فقال:
يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع لنا الله تعالى يغيثنا، فرفع رسول
الله a يديه ثم قال: (اللهم أغثنا، اللهم أغثنا)، فطلعت من ورائه
سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت، ثم أمطرت، قال:
[1]
انظر هذا التعليق في ملتقى أهل الحديث، وهو أكبر منتدى للسلفيين.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118