نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132
الفصل الثاني
المزارات
الدينية.. والمدارس الفقهية
من المناهج التي يعتمدها التيار السلفي في إقناع
جمهوره إيراده لأقوال من يتبناهم من المشايخ من أمثال ابن تيمية وابن عبد الوهاب
وابن باز وابن العثيمين وغيرهم من القدماء والمحدثين، وهو يطنب في ذلك لدرجة يتصور
الكثير من العوام أن هذا هو إجماع الأمة، مع أن الكثير ممن يذكرهم لا يمكن تعدادهم
في الطلبة؛ فكيف بتعدادهم في العلماء.
فمحمد بن عبد الوهاب، وهو الزعيم الأكبر للسلفية في
المسائل المتعلقة بالمزارات الدينية، ومن خلال الرسائل التي تركها لا يمكن اعتباره
طالب علم، فضلا عن اعتباره فقيها أو عالما، وليس هذا قولنا، ولا شهادتنا، وإنما هي
شهادة أقرب المقربين إليه.
فقد ورد في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب ذكر غضبه
عليه بسبب عدم اهتمامه بالعلم، قال محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ثم المكي
(المتوفى: 1295 هـ)، صاحب كتاب [السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة]: (وهو والد
محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الآفاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم
يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن
عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل
بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما
ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ
محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود
عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير
الشيخ تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل
التأويل ويصول به على الناس وإن
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132