وقال: (وأما عظيم جناب الأنبياء، والرسل صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين فيأتي إليهم الزائر ويتعين عليه قصدهم من الأماكن البعيدة،
فإذا جاء إليهم فليتصف بالذل، والانكسار والمسكنة والفقر والفاقة والحاجة
والاضطرار والخضوع، ويحضر قلبه وخاطره إليهم، وإلى مشاهدتهم بعين قلبه لا بعين
بصره ؛ لأنهم لا يبلون ولا يتغيرون، ثم يثني على الله تعالى بما هو أهله، ثم يصلي
عليهم ويترضى عن أصحابهم، ثم يترحم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم
يتوسل إلى الله تعالى بهم في قضاء مآربه ومغفرة ذنوبه، ويستغيث بهم، ويطلب حوائجه
منهم، ويجزم بالإجابة ببركتهم، ويقوي حسن ظنه في ذلك، فإنهم باب الله المفتوح،
وجرت سنته سبحانه وتعالى في قضاء الحوائج على أيديهم وبسببهم، ومن عجز عن الوصول
إليهم فليرسل بالسلام عليهم، وذكر ما يحتاج إليه من حوائجه ومغفرة ذنوبه وستر
عيوبه إلى غير ذلك، فإنهم السادة الكرام، والكرام لا يردون من سألهم ولا من توسل
بهم، ولا من قصدهم ولا من لجأ إليهم هذا الكلام في زيارة الأنبياء، والمرسلين
عليهم الصلاة والسلام عموما) [2]
11. أبو القاسم، محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله،
ابن جزي الكلبي الغرناطي (المتوفى: 741هـ)، قال في كتابه المشهور [القوانين
الفقهية]: (ينبغي لمن حج أن يقصد المدينة فيدخل مسجد النبي a فيصلي فيه ويسلم على النبي a وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر، ويتشفع به إلى الله، ويصلي بين
القبر والمنبر، ويودع النبي a إذا خرج من المدينة)[3]
12. خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد
البلوي، أبو البقاء (المتوفى: بعد