نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
أولها ـ توفير السند التاريخي للدين، حتى لا يأتي من يشكك
فيه بحجة عدم وجود آثار تدل عليه.
ثانيها ـ التعريف بأعلام الدين، والذين كانت لهم مكانة خاصة
بين أتباع الدين.
ثالثها ـ الاستبصار بالأحداث الدينية التي حصلت،
وكانت لها عبرة خاصة لأتباع الأديان.
وسنتناول هذه الأدوار الثلاثة في المطالب التالية:
1ـ الآثار ودورها في توفير السند المادي للتاريخ الديني:
مثلما رأينا في دور الآثار في التعريف بالتاريخ
بمختلف مجالاته؛ فإن للآثار أيضا دورها في التاريخ الديني، بل إننا نجد من يشكك في
بعض الأديان بسبب عدم وجود آثار تدل عليها، ذلك أن الأديان مرتبطة ارتباطا وثيقا
بالآثار لحرص أتباع الأديان على كل ما يذكرهم بأعلام دينهم.
يقول الشيخ جعفر السبحاني: (اليوم وبعد مضيّ عشرين
قرناً- تقريباً- على ميلاد السيد المسيح عليه السلام تحوّل المسيح وأُمّه العذراء
وكتابه الانجيل وكذلك الحواريون، تحوّلوا- في عالم الغرب- إلى أُسطورة تاريخية،
وصار بعض المستشرقين يشكِّكون- مبدئياً- في وجود رجل اسمه المسيح وأُمّه مريم
وكتابه الإنجيل، ويعتبرونه أُسطورة خيالية تشبه أُسطورة (مجنون ليلى)، لماذا؟
لأنّه لا يوجد أيّ أثر حقيقيّ وملموس للمسيح، فمثلًا لا يُدرى- بالضبط- أين
وُلِد؟ وأين داره التي كان يسكنها؟ وأين دفنوه بعد وفاته- على زعم النصارى أنّه
قتل-؟ أمّا كتابه السماوي فقد امتدّت إليه يد التحريف والتغيير والتزوير، وهذه
الأناجيل الأربعة لا ترتبط إليه بصلة وليست له، بل هي ل (متّى) و(يوحنّا) و(مرقس)
و(لوقا)، ولهذا ترى في خاتمتها قصّة قتله المزعوم ودفنه، ومن الواضح- كالشمس في
رائعة النهار- أنّها كتبت بعد غيابه، وعلى هذا الأساس يعتقد الكثير من الباحثين
والمحقّقين أنّ هذه الأناجيل الأربعة إنّما هي من الكتب
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215