نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237
وقد ذكر النووي ما يشير إلى معنى من معاني هذه الآية
الكريمة؛ فنقل عن العتبي قوله: (كنتُ جالساً عند قبر النبيّ a، فجاء
أعرابيٌّ فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعتُ الله تعالى يقول: (وَلَوْ
أنَّهُمْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ
لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) [النساء: 64] وقد جئتُك
مستغفراً من ذنبي، مستشفعاً بك إلى ربي، ثم أنشأ يقول:
يا خيرَ مَنْ دُفنتْ بالقاع
أعظُمُه
فطابَ من طيبهنَّ القاع والأكمُ
نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُهُ
فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرَمُ
قال: ثم انصرفَ، فحملتني عيناي فرأيت النبيَّ a في النوم فقال لي: (يا عُتْبيّ، الحقِ الأعرابيَّ فبشِّره
بأن الله تعالى قد غفر له)[1]
ولهذا ورد في الأحاديث عن رسول الله a ما يدل على فضل زيارته، وهي أحاديث كثيرة ترد على التيار
السلفي المتشدد الذي يقول بتحريم الزيارة، وبدعيتها، بل إنه يعتبر زيارة الأضرحة
شركا جليا مخرجا من الملة، ويعتبر صاحبه قبوريا، يقول تقي الدين علي بن عبد الكافي
السبكي الشافعي ردا على ابن تيمية: (إنّ الأحاديث التي جمعناها في الزيارة بضعة
عشر حديثاً ممّا فيه لفظ الزيارة غير ما يستدلّ به لها من أحاديث أُخر، وتضافر
الأحاديث يزيدها قوة، حتى أنّ الحسن قد يرتقي بذلك إلى درجة الصحيح.. وبهذا بل
بأقلّ منه، يتبيّن افتراء مَن ادّعى أنّ جميع الأحاديث الواردة في الزيارة،
موضوعة، فسبحان الله!! أما استحيا من الله ومن رسوله في هذه المقالة التي لم يسبقه
إليها عالم ولا جاهل؟ لا من أهل الحديث، ولا من غيرهم؟ ولا ذكر أحدٌ موسى بن هلال
ولا غيره من رواة حديثه هذا بالوضع، ولا اتّهمه به فيما علمنا! فكيف يستجيز مسلم
أن يطلق على كلّ الأحاديث التي هو واحد منها: (أنّها موضوعة)، ولم يُنقل ذلك عن
عالم قبله، ولا ظهر على هذا الحديث شيء من الأسباب المقتضية للمحدّثين للحكم
[1]
الأذكار، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط،
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، 1414 هـ - 1994 م، (ص: 206)
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237