نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
الإمكان توسعته من جهة القبلة والجهة المقابلة لها
والجهة الجنوبية لها دون الجهة الشمالية الواقع فيها قبره a.
8
ــ أن الصحابة بنوا على القبر مسجداً في حياته a
فأقرهم على ذلك ولم يأمرهم بهدمه، ويستحيل أن يقر النبي a
على باطل، ويدل لذلك ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة أبي بصير من أن
أبا جندل دفن أبا بصير في مكانه الذي مات فيه،
ووصلى عليه وبنى على قبره مسجداً، حيث قال: (وكتب رسول الله a إلى
أبي جندل وأبي بصير ليقدما عليه ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم،
فقدم كتاب رسول الله a على أبي جندل، وأبو بصير
يموت، فمات وكتاب رسول الله a بيده يقرؤه، فدفنه أبو
جندل مكانه، وصلى عليه، وبنى على قبره مسجدا) [1]
وقد
علق الغماري على هذا بقوله: (إن كل ذي حس سليم يعرف سيرة الصحابة مع النبي a يدرك أنه لا يمكن إحداث أمر
عظيم مثل هذا ولا يذكرونه للنبي a وهو
رسول الله تعالى وخليفته في خلقه، والأمر أمره، والحكم حكمه، والصحابة كلهم جنده
ونوابه ومنفذون أمره، وكذلك يستحيل أن يحدث مثل هذا من أصحابه الذين هم تحت حكمه
وأمره ويكون ذلك حراماً ملعوناً فاعله يجر إلى كفر وضلال، ثم لا يعلمه الله تعالى
به ولا يوحي يوحي إليه في شأنه، كما أعلمه بمسجد الضرار وقصد أصحابه من بنائه وأمره
بهدمه بل وبما هو أدون من هذا وأقل ضررا بكثير فإذا لا شك أن النبي a اطلع على بنائهم المسجد على قبر
أبي بصير ولم يأمرهم بهدمه إذ لو أمر بذلك لنقل في نفس الخبر أو غيره، لأنه شرع لا
يمكن أن يضيع بل يستحيل ذلك لخبر الله تعالى أنه حفظ الدين من أن يضيع منه شيء ولا
يصل إلى آخر هذه الأمة ما وصل إلى أولها. فلما لم يأمر بهدمه دل ذلك على جوازه)[2]