نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43
تعظيمه، ويخرج عن حد المبرة.. لأن هذا الفعل كان أصل
عبادة الأوثان ولذا لما كثر المسلمون في عهد عثمان واحتيج إلى الزيادة في المسجد
وامتدت الزيادة حتى أدخلت فيه بيوت، أدير على القبر المشرف حائط مرتفع، كي لا يظهر
القبر في المسجد، فيصلى إليه العوام، فيقعوا في اتخاذ قبره مسجداً ثم بنوا جدارين
من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من جهة الشمال، حتى
لا يمكن استقبال القبر في الصلاة، ولذا قالت: لولا ذلك لبرز قبره.. وهذا يبين أن
اتخاذ القبر مسجداً، هو السجود له)[1]
12 ـ أن الرواية التي يذكرون فيها أن النبي a قال في الذين يتخذون
القبور مساجد: (أولئك شرار الخلق)، أي أن الأمة تتصف بذلك هي شر الأمم، وهم يعلمون
أن القرآن الكريم والسنة المتواترة، تخالف ذلك، فالله تعالى أخبر أن أمة رسول الله
a هي خير أمة أخرجت للناس، وأنها أشرف
الأمم وأفضلها على الإطلاق، وأنهم عدول يتخذهم الله تعالى شهداء على الأمم السابق،
كما قال تعالى: Pوَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا O [البقرة: 143]، وذكر الله لهم من الفضل ما رغبت الأنبياء
والمرسلون فيه وتمنوا أن يكونوا من أمته a، وأخبر
أنهم لا يجتمعون على ضلالة، وأن ما رأوه حسناً فهو عند الله حسن وكثير من أمثال
هذا، وهذا كله يتنافى مع الحديث الذي ذكروه، فدل على أن المراد منه ليس ما فهموه
منه.
يقول الغماري: (وقد علم الله تعالى في سابق علمه وما
قضاه وقدره في أزله أن هذه الأمة ستتفق وتجمع أولها عن آخرها على بناء المسجد على
قبر نبيها أشرف الأنبياء وأفضل المرسلين، كم علم ذلك بإعلام الله تعالى إياه وأشار
إليه كما سيأتي، وأنهم سيتفقون أيضاً سلفاً وخلفاً على اتخاذ المساجد على قبور
الأولياء والصالحين والعلماء والعاملين، ومن أولئك الأولياء نفسهم
[1]
إعلام الراكع الساجد بمعنى إتخاذ القبور مساجد-الغمارى، ص5.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 43