نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78
فكأني أنظر إلى عمر وقد وثب مباعدًا ما بين خطاه حتى
وقف على القبر فصلى عليه ثم اعتنقه وبكى، ثم قال: كره الله له صلتكم واختار له ما
عنده، ثم أمر بأهله فحملوا فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض)[1]
والشاهد فيها واضح، ذلك أن عمر أسرع لزيارة قبر شخص
بعينه، ثم اعتنقه وبكى، وصلى عنده، أو دعا له، وكل ذلك مما يفعله زوار الأضرحة..
وهذا يدل على أن زيارة القبور ليست خاصة بالموعظة والاعتبار، وإلا لم يكن بحاجة
إلى ذلك.
2. ما رواه أبو الدرداء، أن بلالا رأى النبي a في منامه وهو يقول: ما
هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا؟ فانتبه حزينا، فركب إلى المدينة، فأتى
قبر النبي a وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل
يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال:
الله أكبر، الله أكبر، ارتجت المدينة، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، زادت
رجتها، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرج النساء من خدورهن، فما رئي يوم
أكثر باكيا، وباكية من ذلك اليوم[2].
وإسناد هذا الخبر جيد، فقد أسند الخبر إلى إبراهيم بن
محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، قال: حدثني أبي محمد بن سليمان، عن أبيه
سليمان بن بلال، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء.. وليس في هذا الإسناد من يطعن
عليه في سائر كتب الرجال.
وروي بهذا الإسناد من طريقين، ومداره على (محمد بن
الفيض الغساني) وهو الذي يرويه عن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال، ومحمد بن
الفيض هذا هو المولود سنة 219 هـ، والمتوفى سنة 315 هـ، قال السبكي: (روى عن
خلائق، وروى عنه جماعة منهم: أبو أحمد
[2]
اسد الغابة 1: 307 - 308، ترجمة بلال بن رباح، وأخرجه ابن عساكر في ترجمة بلال
أيضا، وفي ترجمة إبراهيم بن محمد الأنصاري، انظر: مختصر تاريخ دمشق 4: 118 و5:
265، وتهذيب الكمال 4: 289/ 782.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 78