نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
بن عدي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر المقرئ في معجمه)[1].
وهذا الحديث كاف في الدلالة على موقف الصحابة من
الزيارة، فقد جاء بلال من الشام بقصد زيارة رسول الله a، وأخبر
أبو الدرداء راوي الحديث عن ذلك، وأقره عليه، ولم ينكره، وهكذا سمع جميع أهل
المدينة بذلك، ولم ينكروا، وهو ما يعتبرونه إجماعا سكوتيا، وكثيرا ما يستعملون
أمثاله، بل ما هو دونه.
3. ما روي من زيارة الإمام علي لقبر خباب، وقد روى
ذلك زيد بن وهب قال: سرنا مع علي حين رجع من صفين، حتى إذا كان عند باب الكوفة إذا
نحن بقبور سبعة عن أيماننا، فقال: ما هذه القبور؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن
خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك إلى صفين، فأوصى أن يدفن في ظاهر الكوفة، وكان الناس
إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم، وعلى أبواب دورهم، فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن
بالظهر دفن الناس، فقال علي رضي الله عنه: (رحم الله خبابا، أسلم راغبا، وهاجر
طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلى في جسمه، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا، ثم دنا من
قبورهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف
فارط ونحن لكم تبع عما قليل لاحق، اللهم أغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم،
طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، وأرضي الله عز وجل)[2]
4. ما روي من زيارة عائشة لقبر أخيها، فعن عبد الله بن أبي
مليكة، أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين، من أين
أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله a نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، «كان قد نهى، ثم أمر
بزيارتها»[3]