responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80

والشاهد فيه واضح، وهو أن عائشة خصصت أخاها الميت بزيارة قبره، وهو ما يتنافى مع المقصد الذي حصروا فيه زيارة القبور، وهو التذكير بالآخرة، ذلك أنه متحقق في أي مقبرة.

5. ما روي من زيارة أبي أيوب الأنصاري لقبر رسول الله a، والذي رواه الحاكم وصححه، ووافقه عليه الذهبي، فعن داود بن أبي صالح، قال: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فأخذ برقبته وقال: أتدري ما تصنع؟ قال: نعم، فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، فقال: جئت رسول الله a ولم آت الحجر سمعت رسول الله a، يقول: «لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله»[1]

وهذا الحديث يكشف الجذور التي انطلق منها ابن تيمية في إنكاره للزيارة، وتبديعه لها، وهي الجذور الأموية، ذلك أن الذي أنكر ذلك التصرف، وربما ربطه بالشرك مروان بن الحكم، والذي يعتبرونه فقيها من فقهاء التابعين، مع أن الذي فعل ذلك صحابي جليل اتفقت الأمة جميعا على مكانته واحترامه.

وهذا يدل على الجذور الأموية للفكر السلفي التكفيري، وكونهم أبعد المدارس عن صحابة رسول الله a المنتجبين.. فالصحبة عندهم يمثلها الطلقاء والمتخلفون الذين وافقوا الفئة الباغية، ووقفوا معها.

6. ما وري من طرق كثيرة أن عمر بن عبدالعزيز، وهو من السلف المعتبرين الثقاة لدى التكفيريين، أنه كان يرسل البريد من الشام ليسلم له على رسول الله a.. أي أن ذلك المكلف بالبريد لم يكن له من غرض سوى زيارة رسول الله a بالنيابة عن عمر للتسليم عليه.

وقد نقل هذا المتقدمون من الفقهاء وغيرهم، منهم أبو بكر أحمد بن عمر بن أبي عاصم النبيل (توفي سنة 280 هـ) في كتابه (المناسك) الذي قال: (كان عمر بن عبدالعزيز يبعث


[1] المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 560).

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست