نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
بالرسول قاصدا من الشام إلى المدينة ليقرئ النبي a السلام، ثم يرجع)
ومثله ابن الجوزي في كتابه الذي أفرده لهذا، وسماه
(مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن)،وقد قال السبكي: (نقلته من خطه)[1]
4 ـ
موقف آل البيت من زيارة الأضرحة:
على الرغم من كل ذلك الحقد الشديد الذي يحمله
التكفيريون على كل ما يرتبط بالعترة الطاهرة، أو تلاميذهم ومواليهم، إلا أنه لا
مناص لنا من ذكر ذلك، لسببين:
أولا ـ أنه لا يعقل أن نقبل بكل من يسمونهم سلفا، حتى
لو كانوا ممتلئين باليهودية والنصب والانحرافات بكل أنواعها، ثم لا نقبل ما يذكره
آل رسول الله a، أولئك
الذين أوصى بهم، واعتبرهم سفينة نجاة، ومنارة هدى، ولا شأن لنا بمن يتكبر عن ذلك،
فقد تكبر نوح عليه السلام عن الركوب مع أبيه، وتصور أن جبال سلفه ستنجيه من
الغرق..
ثانيا ـ أن المراجع الذين يعتمد عليهم التكفيريون
قبلوا الكثير من الروايات والآراء الفقهية من أئمة أهل البيت، ومن خلال تلاميذهم
الذين يلقبون بالشيعة، وأولهم ابن تيمية وابن القيم وغيرهما في الكثير من مسائل
الطلاق، وخالفوا فقهاء مدرستهم بسبب ذلك.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه [الصواعق المرسلة في الرد
على الجهمية والمعطلة] جواز الأخذ عنهم في مسائل الفقه، وذلك عند بيانه لمسألة [الحالف
بالطلاق والعتاق إذا حنث في يمينه أنه تطلق عليه زوجته ويعتق عليه عبده أو جاريته]،
فقد قال: (حكى ذلك بضعة عشر من أهل العلم وعذرهم أنهم قالوا بموجب علمهم وإلا
فالخلاف في ذلك ثابت عن السلف والخلف من وجوه)[2]
ومن تلك الوجوه التي ساقها [الوجه التاسع]، وهو ـ كما
عبر عنه ـ (إن فقهاء الإمامية