من أولهم إلى آخرهم ينقلون عن أهل البيت أنه لا يقع الطلاق المحلوف به، وهذا متواتر عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت)

ثم برر قبوله للروايات المستفيضة عنهم، فقال: (وهب أن مكابراً كذّبهم كلهم، وقال: قد تواطئوا على الكذب عن أهل البيت، ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر في اجتهاد وإن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب والجهل! وقد روى أصحاب الصحيح عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج به المسلمون، ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم، والقوم وإن أخطأوا في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا لو انفردوا بذلك عن الأمة؛ فكيف وقد وافقوا في قولهم من قد حكينا قولهم وغيره ممن لم تقف على قوله)[1]

وبناء على هذا، سنذكر هنا نماذج عن الروايات الواردة عن العترة الطاهرة، والتي تدل على مشروعية زيارة لرسول الله a أو لغيره من الأولياء والعلماء والصالحين، سواء تلك التي نقلت في المصادر السنية أو الشيعية.

1. ما روي عن فاطمة بنت رسول الله a، وبضعته الطاهرة، وسيدة نساء العالمين، ومنها ما ثبت في المصادر السنية من أنها كانت في حياة أبيها رسول الله a تخرج في كل جمعة لزيارة قبر عمها حمزة بن عبد المطلب، فتصلي وتبكي عنده.

وقد أخرج الحديث البيهقي، والحاكم [2]، وقال الحاكم معقبا عليه: (هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات)[3]

وهكذا كانت تزور قبر رسول الله a، وتبكي عنده، وتشكو له، وقد روى الإمام علي

[1] الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (2/616).

[2] السنن الكبرى للبيهقي 4: 78، المستدرك على الصحيحين 1: 533/ 1396.

[3] المستدرك على الصحيحين 1: 533/ 1396.