تبلغه من بعيد)[1]، وقوله: (صلوا إلى جانب قبر النبي a وإن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا)[2]

ومن أحاديثه في هذا الباب ما رواه الشيخ الطوسي عن أبي عامر الساجي واعظ أهل الحجاز، قال: أتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد فقلت له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبر أمير المؤمنين وعمر تربته؟ قال: (يا أبا عامر، حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليه السلام: ان النبي a قال له: والله لتقتلن بأرض العراق وتدفن بها، فقلت: يا رسول الله، ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن، إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة، وعرصة من عرصاتها، وان الله جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحن إليكم، وتحتمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله، ومودة منهم لرسوله، أولئك - يا علي - المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي، وهم زواري غدا في الجنة...) الحديث[3]

ومنها قوله: (لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي عليهما السلام لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله a، لأن حق الحسين فريضة من الله تعالى واجبة على كل مسلم)[4]

7. ما روي عن الإمام الكاظم، فقد روي الشيخ الطوسي أنه عندما: أتى هارون المدينة المنورة ومعه عيسى بن جعفر، فاستدعى الإمام موسى الكاظم لصحبته، فقصدوا قبر النبي a فتقدم هارون فسلم عليه وقال: (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا ابن عم) فتقدم الإمام الكاظم فقال: (السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبه، أسأل الله الذي

[1] الكافي 4: 553/ 7، تهذيب الأحكام 6: 7/ 4.

[2] الكافي 4: 552/ 5.

[3] تهذيب الأحكام 6: 22/ 7.

[4] تهذيب الأحكام 6: 42/ 2.