نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
وهكذا نرى موقف هؤلاء الطلقاء من
الأنصار الذين يدعي السلفية تعظيمهم لهم، بينما هم يحتقرونهم أعظم احتقار حين
يوالون أعداءهم، وقد حدث أسيد بن حضير وأنس أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال للأنصار حين أفاء الله عليه أموال
هوازن: (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)[1]
وحدث أنس عن ذلك، فذكر أن رسول
الله a قال للأنصار: (ستلقون بعدي أثرة
في القسم والأمر، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)[2]
وقد حدث مقسم يذكر وقوع ما أخبر
عنه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فذكر أن أبا أيوب أتى معاوية
فذكر حاجة له، فجفاه ولم يرفع به رأسا، فقال أبو أيوب: أما ان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قد خبرنا أنه ستصيبنا بعده أثرة قال:
فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نرد عليه الحوض، قال: فاصبروا إذا، فغضب أبو
أيوب، وحلف أن لا يكلمه أبدا[3].
هذه أمثلة عن مواقف السلفية
المتناقضة من الصحابة الذين يزعمون ـ زورا وبهتانا ـ أنهم يوالون في الحين الذين
يشنون عليهم كل ألوان الحقد والكراهية في سبيل إرضاء الفئة الباغية.