نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102
غامض مضطرب مبهم،
وجمهور العلماء يرفضه، وقد حاول القاضي عياض القول بأن الذي جاء المؤمنين في صورة
أنكروها أول الأمر هو أحد الملائكة)
ثم عقب على
التأويل المتكلف الذي قام به القاضي عياض وأمثاله من المتكلمين الذين لم يجرؤوا
على تكذيب الحديث، فقال: (لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة وبإذن
من؟ وما جدواها؟ الحديث كله معلول وإلصاقه بالآية خطأ، وبعض المرضى بالتجسيم هو
الذي يشيع هذه المرويات، وإن المسلم الحق ليستحي أن ينسب إلى رسول الله a هذه
الأخبار) [1]
هذا هو الموقف
الصحيح، لأن كل التكلفات والتأويلات التي حاول المتكلمون والشراح أن يفسروا بها
الحديث لا تزيده إلا تعقيدا، ولا تزيد المشبهة والمجسمة إلا قوة، لأنهم يستطيعون
بسهولة أن يردوا عليهم تلك التأويلات الباردة.
أبو هريرة.. ونسبة الأعضاء لله:
ذكرنا في كتابنا
[السلفية والوثنية المقدسة] أن السلفية يغالطون كثيرا حينما يعبرون عن تلك
الإضافات الورادة في النصوص المقدسة، والتي جاءت على سبيل المجاز والاستعارة
ونحوها بكونها صفات لله، مع العلم أنهم لا يريدون منها إلا ما نريده من الأعضاء،
ذلك أنهم يعتقدون أن لله أجزاء وأبعاضا، وأنه لا يستحيل عليه التركيب.
وقد وجدوا في
أحاديث أبي هريرة الكثيرة في هذا الجانب ما جعلهم يعتقدون لأنفسهم أنهم أصحاب الحق
المجرد.
وسنذكر هنا
نماذج عن بعض تلك الأحاديث التي رواها أبو هريرة، والتي يستدلون بها في كتبهم
العقدية، لنرى سر حرصهم عليه، ومبالغتهم في الدفاع عنه.