نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 113
ثم رجع إلى
ربه، فقال مثل ما قال الأول، حتى أرسل حملة العرش كلهم، كل ذلك تقول لهم مثل ذلك،
فيرجعون إلى ربهم فيقولون مثل ذلك، حتى أرسل ملك الموت، فلما أهوى ليأخذ منها قالت
له الأرض أسألك بالذي أرسلك أن لا تأخذ مني اليوم شيئا يكون للنار فيه نصيب غدا،
فقال ملك الموت: إن الذي أرسلني إليك أحق بالطاعة منك)[1]
وهذه الرواية لا
تبين فقط افتقار الله وحاجته إلى أن يخبره الملاك بحقيقة ما حصل، وإنما تتناقض مع
ما أخبر الله تعالى عنه من طاعة الملائكة المطلقة لله، كما قال تعالى: ﴿عَلَيْهَا
مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ
مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]
وهي تذكرنا بتلك
الرواية المشهورة التي أقام السلفية الدنيا لأجلها، ولم يقعدوها، وهي ما رووه عن أبي
هريرة موقوفا ومرفوعا إلى النبي a، أنه قال: (أرسل ملك
الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني
إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده
على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم مه؟ قال: ثم الموت،
قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله a فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر)[2]
وسنرى
الانتقادات الموجهة لهذا الحديث، ودفاع السلفية عنه في المبحث التالي لهذا المبحث.
ومن تلك
الأحاديث التي توهم بحاجات الله المختلفة ما رووه عن أبي هريرة