نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
وأن الله يمكن
أن يكتب بيده، وأن ذلك من صفات كماله التي من جحدها فهو جهمي معطل.
ويستدلون بها
على القدر، وأن الإنسان رهن لما كتب له من مصير، وأنه لن يستطيع أن يمحو شيئا كتب
عليه، ولا أن يثبت شيئا محي عنه.
ويستدلون به في
محال أخرى كثيرة، تصطدم مع العقل والفطرة السليمة، وقبل ذلك تصطدم مع القرآن
الكريم نفسه.
فهل يمكن لموسى
عليه السلام الرسول الكريم، والعارف بالله، أن يلوم أباه، وبتلك الطريقة الوقحة
التي تجعله مسؤولا عن كل ما حصل للبشرية من مآس، وأعظمها إخراجهم من الجنة، ويقول
له: (يا آدم، أنت أبونا، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة)
مع أن السلفية
أنفسهم يذكرون أن من رحمة الله بآدم أنه خرج من الجنة، وقد قال ابن القيم في ذلك:
(فرح إبليس بنزول آدم من لجنة، وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود.. ما
جرى على آدم هو المراد من وجوده.. لا تجزع من قولي لك: اخرج منها، فلك ولصالح
ذريتك خلفتها.. يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك واليوم تدخل علي دخول
العبيد على الملوك.. يا آدم لا تجزع من كأس زلل كانت سبب كيسك فقد استخرج منك داء
العجب وألبست خلعة العبودية.. يا آدم لم أخرج إقطاعك إلى غيرك إنما نحيتك عنه لأكمل
عمارته لك، وليبعث إلى العمال نفقة تتجافى جنوبهم)[1]
فهل يكون ابن
القيم أعرف بالله، وبمقادير الله، وبحكمة الله من خروج آدم من الجنة من موسى عليه
السلام؟