وغيرها من
المؤاخذات الكثيرة التي أعرضت عقول السلفية عن التدبر فيها، لسبب بسيط هو أن
الحديث صحيح عندهم، وعلى رأسه أبو هريرة الإمام المعصوم.
ومن الأحاديث
الخطيرة التي رفعها أبو هريرة إلى رسول الله a
مع كونها خزانا كبيرا للتجسيم والجبر والتشويه للأنبياء عليهم السلام، هذه الرواية
المتفق على صحتها عند السلفية جميعا، وهي ما رواه أبو هريرة أن النبي a قال: (احتج آدم وموسى عليهما السلام، فقال موسى: يا آدم، أنت أبونا، خيبتنا
وأخرجتنا من الجنة، فقال آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخط لك التوراة بيده،
أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحج آدم موسى، فحج آدم
موسى عليهما السلام) [1]
وفي رواية: (احتج
آدم وموسى، عليهما السلام، عند ربهما، فحج آدم موسى، قال موسى: أنت آدم الذي خلقك
الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس
بخطيئتك إلى الأرض، فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك
الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيا، فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟
قال موسى: بأربعين عاما، قال آدم: فهل وجدت فيها: وعصى آدم ربه فغوى)؟ قال: نعم، قال:
أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة، قال
رسول الله a: فحج آدم موسى)[2]
فهذه الرواية
التي يسوقها عادة أصحاب كتب السنن والتوحيد عند ذكرهم ليد الله،
[1] رواه أحمد
(2/264، رقم 7578)، والبخارى (3/1251، رقم 3228)، ومسلم (4/2043، رقم 2652)، وأبو
داود (4/226، رقم 4701)، والترمذى (4/444، رقم 2134)، وقال: حسن صحيح غريب. وابن
ماجه (1/31، رقم 80). وابن حبان (14/55، رقم 6179)، والتوحيد لابن خزيمة (1/ 120)