نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123
يبدو فيها من
علامات اليهودية.. فالروايات بطرقها المختلفة تنص على أنه عندما عرضت ذريته جميعا
عليه، بما فيهم رسول الله a، لم يشد انتباهه إلا
داود u لأنه كان مميزا بكثرة نوره.. والنور يعني
القرب والكمال.. وهم بذلك يصورون داود u بأنه الأقرب
والأكمل.. وهو موقف اليهود الذي لا زالوا يؤمنون به، فهم يعتبرون داود هو مثلهم
الأعلى، بل يعتبرونه أكثر من موسى، لأن الهدف عندهم هو الملك، وقد تحقق في داود،
ولم يتحقق في موسى عليهم السلام جميعا.
ومن مظاهر
الطابع اليهودي على الرواية ما صوروه من إهداء آدم بعضا من عمره لداود عليهما السلام،
وكأن العمر بيده لا بيد الله، وكأن تحديد الله لعمر أي أحد مجرد عبث غير خاضع
لسننه في الاختبار والابتلاء.
والمشكلة الأكبر
من ذلك كله هي تصويرهم أن آدم أحسن إلى داود بذلك، وهذا ما يدل على التفكير
اليهودي الحريص على الحياة، والذي يحصر السعادة فيها، كما قال تعالى: ﴿قُلْ
إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ
النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ
يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ
الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ
بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا
يَعْمَلُونَ (96)﴾ [البقرة: 94 - 97]
والمشكلة الأكبر
من ذلك هي تصويرهم لجحود آدم، وهو يعلم أن الله مطلع عليه، ويعلم أن الملائكة
معصومون، وهو تصوير يتناسب مع المنافقين والكافرين، ولا يتناسب أبدأ مع أولياء
الله وأنبيائه المقربين.
والمشكلة الأكبر
من ذلك كله هو تصويرهم أن جحود بني آدم سببه جحود آدم، وكأن آدم عليه السلام هو
المسؤول عن خطاياهم، مع أن الله تعالى يقول: ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ
أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا
عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 123