نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 168
رابعا
احادیث ابی هریره وعوالم الغیب
لم تكتف
الروايات التي رواها أبو هريرة بتشويه الجوانب المرتبطة بالعقائد في الله وفي رسله
عليهم الصلاة والسلام، بل تعدتها إلى سائر العقائد الإسلامية، وخاصة ما يرتبط منها
بالجوانب الغيبية المحضة، كالإيمان بالملائكة، واليوم الآخر.
فقد أضافت
أحاديث أبي هريرة إلى العقائد الجميلة الواضحة المرتبطة بها في القرآن الكريم
عقائد كثيرة يختلط فيها المقدس بالمدنس، وتمتزج الحقيقة بالأسطورة، لتخرج لنا
كيانا مشوها مليئا بالغرابة.
وسنذكر هنا
نماذج عن تلك الروايات مما يتعلق بعالم الملائكة، وأحداث اليوم الآخر، ونقارن
بينها وبين ما ورد في القرآن الكريم، لنرى مدى التشويه الذي حصل للعقائد الإسلامية
بسبب أمثال تلك الروايات.
أبو هريرة.. والملائكة:
من الأحاديث
التي رواها المحدثون عن أبي هريرة، والتي تتعلق بالعقائد المرتبطة بالملائكة عليهم
السلام، ما رفعه إلى رسول الله a
من قوله: (أتاني ملك برسالة من الله عز وجل، ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء، ورجله
الأخرى ثابتة في الأرض لم يرفعها) [1]
فهذا الحديث
الذي أراد من خلاله أبو هريرة أن يصور عظمة خلقة الملائكة، حتى أنهم يسيرون في
السموات، كما نسير نحن على درج السلم، يخالف ما ورد في القرآن الكريم من قوله
تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ
الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ
فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ﴾ [فاطر: 1]