نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169
ومن رواياته حول
الملائكة عليهم السلام، والمخالفة للقرآن الكريم، هذه الرواية المرتبطة بمعصية
الملائكة لربهم، وعدم طاعتهم له، وهي قوله: (لما أراد الله عز وجل أن يخلق آدم،
بعث ملكا من حملة العرش يأتي بتراب من الأرض، فلما هوى ليأخذ قالت الأرض: أسألك
بالذى أرسلك أن لا تأخذ منى اليوم شيئا يكون للنار منه نصيب غدا فتركها، فلما رفع
إلى ربه قال: ما منعك أن تأتي بما أمرتك؟ قال: سألتنى بك فعظمت أن أرد شيئا سألنى
بك فأرسل لها آخر فقال مثل ذلك حتى أرسلهم كلهم، فأرسل ملك الموت فقالت له مثل ذلك
فقال: إن الذي أرسلنى أحق بالطاعة منك، فأخذ من وجه الأرض كلها من طيبها وخبيثها،
فجاء به إلى ربه، فصب عليه من ماء الجنة، فصار حما مسنونا، فخلق منه آدم)[1]
فهذا الحديث
يخالف قوله تعالى في حق الملائكة عليهم السلام: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا
أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6]
ومن الأحاديث
التجسيمية الممتلئة بالغرابة التي أراد بها أبو هريرة أن يصور عظمة الملائكة، ما
رفعه إلى رسول الله a من قوله: (أذن لي أن
أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة، والعرش على منكبيه وهو يقول: سبحانك أين
كنت، وأين تكون) [2]
والسلفية
يستدلون بهذا الحديث على إثباب المكان لله، كما يستدلون به على عظمة العرش، وعلى
عظمة ما يحمله، كما شرحنا ذلك بتفصيل في كتاب [السلفية والوثنية المقدسة]
[1] رواه ابن جرير، والبيهقى في الأسماء والصفات، وابن عساكر، انظر: الحبائك
في أخبار الملائك (ص: 37)
[2] رواه عثمان بن سعيد، وأبو يعلى بسند صحيح، انظر: الحبائك في أخبار الملائك
(ص: 56)
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 169