نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181
لم يعثروا إلى
هذا التاريخ على أية جمجمة تكون على حجم ذراعين، ولم يحصلوا على أي أثر يدل على
وجود إنسان ذي الستين ذراع)[1]
ويتناقض أيضا مع
الخلقة السوية للإنسان، لأنه (إذا كان طول الإنسان ستين ذراعا، ولكي تتناسب أعضاؤه
يجب أن يكون عرضه سبعة عشر ذراعا وسبع الذراع، لا سبعة أذرع. لأن العرض إذا كان
سبعة أذرع يجب أن يكون طوله أربعة وعشرين ذراعا ونصف الذراع، لأن عرض الإنسان
الطبيعي مع استواء خلقته بمقدار سبعي طوله.. وبناءا على هذا، فإذا أخذنا الحسابات
الأبو هريرية بنظر الاعتبار يمكننا أن نتصور أن آدم عليه السلام كان قبيح الهيكل
وكريه المنظر أو أنه لم يكن مخلوقا مستوي الخلقة، وهذا الاحتمال الأخير نقيض للنص
القرآني المنزل في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي
أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4])[2]
ومن الأحاديث
التي رواها أبو هريرة في وصف الجنة، والتي كثيرا ما نسمع الخطباء يرددونها، مع
أنها تشوه الجنة وتصورها على خلاف الصورة القرآنية، هذا الحديث: (قصر في الجنة من
لؤلؤة في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة
خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا، على كل فراش امرأة من
الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا، في كل بيت سبعون
وصيفا ووصيفة فيعطي الله عز وجل المؤمن من القوة ما يأتي عليهن في غداة واحدة)[3]
وهذا الحديث
وأمثاله والذي يربط الجنة فقط بالعوالم البهيمية هو الذي يستعمله
[1] أضواء على
الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 169.
[2] أضواء على
الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 169.