نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195
أعلمك ما أنزلت
على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت فيما علمتك؟ قال: كنت أقوم به آناء
الليل وآناء النهار، فيقول الله عز وجل له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول
الله تعالى: بل أردت أن يقال: فلان قارئ، فقد قيل ذلك، ويؤتى بصاحب المال، فيقال
له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد، قال: بلى يا رب قال: فما عملت فيما
آتيتك قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله تعالى له: كذبت، وتقول الملائكة له:
كذبت، ويقال: بل أردت أن يقال: فلان جواد، فقد قيل ذاك، ويؤتى بالرجل الذي قتل في
سبيل الله، فيقال له: فيما قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت، حتى قتلت،
فيقول الله عز وجل له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول له: بل أردت أن يقال:
فلان جريء، وقد قيل ذلك، ثم ضرب رسول الله a على ركبتي، فقال: (يا أبا هريرة، أولئك
الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)[1]
وهذا الحديث من
الأحاديث التي استخدمتها الفئة الباغية لمحاربة السابقين الصادقين من المؤمنين
لتصور أنهم أول من تسعر بهم النار بدعوى أنهم لم يكونوا مخلصين في أعمالهم.
وهو لا يتناسب
مع تلك النصوص الكثيرة التي رواها أبو هريرة نفسه، والتي جعلت رحمة الله تتسع لكل
شيء.. ولكنها تضيق بمن مارس كل الأعمال الصالحة مع تقصيره في الإخلاص فيها.
ومن تلك
الأحاديث ما رواه أبو هريرة عن رسول الله a
أنه قال: (حضر ملك الموت عليه السلام رجلا يموت فلم يجد فيه خيرا، وشق عن قلبه فلم
يجد فيه شيئا، ثم
[1] ابن
المبارك (1/159، رقم 469)، والترمذى (4/591، رقم 2382) وقال: حسن غريب. والحاكم
(1/579، رقم 1527) وقال: صحيح الإسناد. وابن جرير فى تفسيره (12/13). وأخرجه
أيضًا: ابن خزيمة (4/115، رقم 2482)، وابن حبان (2/135، رقم 408)
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 195