responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

وفي رواية، قال: (الفأرة مما مسخ، وآية ذلك أنه يوضع لها لبن اللقاح فلا تقربه، وإذا وضع لها لبن الغنم أصابت منه)، قال: فقال له كعب: سمعت هذا من رسول الله a؟ قال: (فأنزلت علي التوراة!!)

وموقف السلفية من هذا الحديث عجيب جدا، وهو دليل على تعظيمهم لأبي هريرة وغيره من الصحابة أكثر من تعظيمهم لرسول الله a نفسه.

ذلك أنه يتناقض ويتعارض معارضة تامة مع حديث آخر يروونه، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن عبدالله. قال: قالت أم حبيبة، زوج النبي a: (اللهم أمتعني بزوجي، رسول الله a وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال: فقال النبي a: (قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودات، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئا قبل حله،أو يؤخر شيئا عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار، أو عذاب في القبر، كان خيرا وأفضل)، قال: وذكرت عنده القردة. قال مسعر: وأراه قال: والخنازير من مسخ. فقال: (إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً. وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك)[1]

ومن البديهيات عند العلماء جميعا، بما فيهم أعلام السلفية أنفسهم أنه لا يقع التعارض بين الأخبار؛ لأنه لو تعارض خبران كان أحدهما كذباً لا محالة، كما صرح بذلك الطيب الطبري في قوله: (كل خبرين عُلِم أن النبي a تكلم بهما فلا يصح دخول التعارض فيهما على وجه، وإن كان ظاهراهما متعارضين... لأنه يوجب كون أحدهما صدقاً والآخر كذباً إن كانا خبرين؛ والنبي a منزَّه عن ذلك، ومعصوم باتفاق كلِّ مثبت للنبوة)[2]

ومثله قال ابن قدامة في [روضة الناظر]، وهو كتاب معتمد عند الكثير من


[1] فتح الباري 353/6.

[2] الكفاية في علم الرواية: ص 606.

نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست