نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 239
السلفيين: (اعلم
أن التعارض هو التناقض؛ ولا يجوز ذلك في خبرين؛ لأن خبر الله تعالى ورسوله a لا يكون كذباً؛ فإن وُجِدَ ذلك في حكمين، فإما أن
يكون أحدهما كذباً من الراوي، أو يكون الجمع بينهما بالتنزيل على حالين، أو في
زمانين، أو يكون أحدهما منسوخاً)[1]
وقد كان بإمكان
السلفية بعد تعرفهم على التعارض الموجود بين هذين الحديثين أن يستدلوا على منهج
أبي هريرة في الرواية، وكان يمكنهم لو كانوا أشجع وأجرأ أن يرفعوه من خانة الرواة
الثقاة.. لكنهم للأسف لم يفعلوا.
وعندما التمسوا
حلا لدرء التعارض أدى بهم إلى أن المخطئ في الحديث ليس أبا هريرة، وإنما رسول الله
a نفسه.. ذلك أنهم كما يذكرون: اجتهد في ذلك، ولم
يقل عن علم أو وحي..
وقد عبر عن هذا
المعنى الشيخ عبد العزيز الراجحي، فقال ـ تعليقا على الحديث ـ: (يعني: أن الفأر
مسخ، لأمة من بني إسرائيل مسخوا فأرا، وهذا قاله النبي a بظنه واجتهاده، حيث قال: ولا أراها -بضم
الهمزة- أي: أظنها. وهذا قاله قبل أن يوحى إليه أن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة
أيام، وإنما مسخ بنو إسرائيل قردة وخنازير ثم لم يعيشوا أكثر من ثلاثة أيام كما
قال الله: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ
كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ أما الفأر فهو أمة من الأمم، وكذا القردة
أمة، وكذا الخنازير والكلاب أمة، أما الممسوخون فإنهم لم يكن لهم نسل ولا عقب، بل
ماتوا بعد ثلاثة أيام)[2]
وقبله قال قال
بن حجر: (وذكر عند النبي a القردة والخنازير فقال أن الله لم يجعل للمسخ نسلاً
ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك وعلى هذا يحمل قوله