نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
ثانیا-اثار
الجانب النفسی علی روایات ابی هریر
لقد كان لتلك
الجوانب النفسية في شخصية أبي هريرة تأثيراتها السلبية عليه في جوانبه الروائية،
والتي تهمنا أكثر من جوانبه الشخصية التي لا يختلف فيها أبو هريرة عن أكثر
المسلمين، بل عن أكثر البشر، فكلهم يحب أن تكون له سمعة طيبة، ويحب أن يذكر بخير،
ويحب أن يحبه الناس، ويتعلقوا به، وبكل ما يرتبط به.
ولكن المشكلة
التي جعلتنا نختص أبا هريرة بذلك الاهتمام هو كونه تصدر لرواية حديث رسول الله a.. ولذلك لم يبق مجرد شخص عادي، تحرم غيبته، ويحرم
التنقيب عن أسراره وأغوار حياته.. بل إنه صار نائبا أو وكيلا أو ناطقا رسميا باسم
رسول الله a.. وهذه الوظيفة الخطيرة التي
تولاها تستدعي منا أخذ أكبر قدر من الحيطة، لأن كل حديث من أحاديث رسول الله a دين..
وبناء على هذا
لا تعنينا كل تلك البحوث التي تقصر أو تطول في بيان مدة صحبته، فلا حرج عليه أن
يصحب رسول الله a من أول البعثة أو من
آخرها، فالصدق هو المعتبر، لا السبق.
وبناء عليه كذلك
لا تعنينا أعداد الأحاديث التي رواها، فقد روى غيره ممن بعده أكثر منه، بل يروون
عن أحمد بن حنبل أنه حفظ ألف ألف حديث.. ولذلك لا حاجة لتلك المعجزة التي ذكرها، والتي
جعلته ـ كما يذكر ـ يحفظ أكثر مما يحفظ غيره.
وبناء عليه كذلك
لا يهمنا صحبته لمعاوية والفئة الباغية معه، أو صحبته لعلي ومن معه من السابقين
الصادقين.. فكم من أصحاب علي أو معاوية ممن لا نسمع به، ولا نهتم له.
إنما الذي
يعنينا هو تلك السموم التي وردت في بعض أحاديثه، والتي تشوه الدين تشويها تاما،
ولا يعنينا عددها، فقد يقضي فيروس واحد لا تراه العين المجردة، ولا
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41