responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 45

والإغراب، وهي تعني الجمع من دون تمحيص ولا تحقيق ولا غربلة ولا تثبت.. وهي نفس الصفة التي اتسم بها السلفية في عصورهم المختلفة، ولذلك لقبوا بالحشوية، من طرف الكثير من العلماء المتقدمين، وخاصة المتكلمين منهم.

وأبو هريرة والسلفية في هذا يشبهون ذلك الصحفي اللاهث وراء جمع أكبر قدر من المعلومات المرتبطة بالحادثة التي يريد الحديث عنها من دون التحقق منها، أو التحقيق فيها، لأن هدفه الوصول إلى الخبر، وإمتاع فضول السامع به، ولا بأس ـ إن كان كاذبا ـ أن يصدر تكذيبه بعد ذلك.

ولعل سبب هذا هو أن أبا هريرة يحاول التعويض عن تأخر صحبته لرسول الله a بجمع أكبر قدر من الروايات، وهو هدف نبيل لو أضاف إليه التحقق والتثبت، لأن الحديث الواحد كما ذكرنا قد ينسخ الجبال من الحقائق.

وقد ورد في الروايات الكثيرة ما يدل على أنه اتهم من لدن الصحابة، بل كبارهم بسبب ذلك بالكذب على رسو الله a، وقد أشار إلى ذلك، بل صرح به فيما رواه أبو رزين قال: خرج إلينا أبو هريرة، فضرب بيده على جبهته، فقال: (ألا إنكم تحدثون أني أكذب على رسول الله a لتهتدوا وأضل..) [1]

ومن الصحابة الذي ورد النص الصريح بتكذيبهم له سعد بن أبي وقاص، فقد نقل ابن عساكر رد سعد بن أبي وقاص لروايته، فقال: (حدث أبو هريرة، فرد عليه سعد فتواثبا حتى قامت الحجزة، وأرتجت الأبواب بينهما) [2]

ومنهم عبد الله بن عمر الذي كذبه بصراحة ليس فوقها صراحة، فقد حدث طاووس قال: (كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل فقال: إن أبا هريرة يقول: إن الوتر


[1] رواه مسلم ج3 ص1660.

[2] تاريخ دمشق ج67 ص 346.

نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست