نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44
ومشكلة أصحاب
العواطف المجردة والورع البارد أنهم لأجل الحرص على سمعة أبي هريرة يحطمون سمعة
أعظم إنسان محمد رسول الله a.. ويحطمون سمعة أعظم
دين ممتلئ بكل القيم النبيلة.
فأيهما أشد خطرا
أن يعتبروا أبا هريرة اجتهد مثلما اجتهد ولي نعمته معاوية فأخطأ، وبذلك يحمون
حبيبهم أبا هريرة، كما حموا حبيبهم معاوية، ويحمون معه سياج الدين وقيمه.. أو أن يعتبروه
أصاب في كل ما روى، وأن عدالته مطلقة، وحينها سيحطمون كل قيم الدين، ويحطمون معها
مكانة رسول الله a الممتلئ بالطهر والنبل
والكمال.
بناء على هذا
سنحاول في هذا المبحث تبيان الثغرات المرتبطة بالجانب الروائي في شخصية أبي هريرة،
والتي أفرزها الجانب النفسي فيه، وقد رأينا أنه يمكن جمعها في ثغرتين خطيرتين:
الأولى: الحشو
والإغراب، فأبو هريرة كان لشدة حرصه على الحديث يجمع من كل من هب ودب من غير تحقيق
ولا تثبت، ويحاول أن يغرب في ذلك لإرضاء جماهير المحيطين به.. وهي صفة قربته
للسلفية وحببتهم فيه، فكلاهما يميل إلى الحشو كما يميل إلى الإغراب.
وثانيهما:
التدليس والخلط، فأبو هريرة لم يكتف برسول الله a..
بل أضاف إليه الكثير من الروايات.. سواء تلك التي اجتهد فيها.. أو تلك التي رواها
عن غيره، وخصوصا كعب الأحبار.
وسنحاول هنا
إثبات ذلك من خلال الروايات والمصادر المعتبرة لدى السلفية.
1 ـ الحشو والإغراب:
من أول مظاهر
الشخصية الروائية لأبي هريرة، وأكثرها خطرا ظاهرة الحشو
نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 44