نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 49
وفي رواية في
صحيح البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: سأل عمر بن الخطاب عن إملاص المرأة؛ هي التي
يضرب بطنها فتلقي جنينا فقال: أيكم سمع من النبي a فيه شيئا، فقلت: أنا، فقال: ما هو؟ قلت: سمعت
النبي a يقول: (فيه غرة عبد أو أمة)، فقال: لا تبرح حتى
تجيئني بالمخرج فيما قلت، فخرجت، فوجدت محمد بن مسلمة، فجئت به، فشهد معي أنه سمع
النبي a يقول: (فيه غرة عبد أو أمة) [1]
وهكذا كان
الكثير من الصحابة لا يقبلون أي حديث يروى لهم، خشية أن يدس في السنة ما ليس منها،
وقد روي عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم
بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا a رأى
ربه فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين،
أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ﴾ [التكوير: 23] ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾
[النجم: 13] فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله a
فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته
منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض، فقالت: أو لم تسمع أن
الله يقول: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 103]؟ أو لم تسمع أن الله يقول: ﴿وَمَا
كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ
حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ
حَكِيمٌ﴾ [الشورى: 51]؟ قالت: ومن زعم أن رسول الله a كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله
الفرية، والله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾
[المائدة: 67]، قالت: ومن زعم أنه يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية،