نام کتاب : أبو هريرة وأحاديثه في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
أصحاب النبي a أكثر حديثاً مني إلاَّ عبد الله بن عمرو، فإنه كتب
ولم أكتب) [1]
بناء على هذا
سنحاول أن نذكر هنا باختصار بعض مظاهر الحشو والإغراب في أحاديث أبي هريرة، والتي
تدعونا إلى المزيد من التثبت فيها.
أ ـ الحشو في أحاديث أبي هريرة:
من أول مظاهر
الحشو عند أبي هريرة اهتمامه بأن يكون أكثر الصحابة رواية حتى أنه كان يتسابق مع
من يراه يحفظ أو يروي أكثر منه، فعن المغيرة بن حكيم ومجاهد أنهما سمعا أبا هريرة
يقول: (ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله a مني، إلاَّ عبد
الله بن عمرو، فإني كنت أعـــي بقلبي، ويعي بقلبه ويكتب، فاستأذن رسول الله a فأذن له)[2]
وعن المغيرة بن
حكيم أنه سمع أبا هريرة يقول: (ما كان أحد أعلم بحديث رســـــــول الله a مني إلاَّ عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب بــيــده، فاستأذن رسول الله
a فأذن له، فكان يكتب بـــيـــده، ويعي بقلبه، وإنما
كنت أعي بقلبي) [3]
وعند التأمل
البسيط فيما ذكره أبو هريرة نكتشف سرا خطيرا من أسرار تقديم أبي هريرة على غيره،
ذلك أنه ـ بحسب قول أبي هريرة ـ فإن أحاديث عبد الله بن عمرو أكثر عددا من
أحاديثه، لكن الواقع لا يقول بذلك، فروايات عبد الله بن عمرو لا تعدو الـ(1000)
حسب رواية ابن الأثير و(700) عند ابن الجوزي لم يرو منها البخاري غير ثمانية ومسلم
غير عشرين (208)
وسبب ذلك أن
الفئة الباغية وفرت لأبي هريرة من التلاميذ ومن البيئة المناسبة، ما لم توفره لعبد
الله بن عمرو، ولا لغيره من الصحابة، وقد قال ابن حجر تعليقا على قول