فقد قال: (كانوا يتركون أشياء من أحاديث أبي هريرة) [1]،وقال: (كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة ويدعون) [2]، وقال: ((كانوا يرون في أحاديث أبي هريرة شيئاً)[3]

بل عبر عن ذلك بعبارة جامعة خطيرة، ليت السلفية طالعوها وتدبروها وأعملوها إن كانوا يزعمون حقيقة أنهم يرجعون إلى السلف، ويأخذون عنهم، فقد قال: (لم يكونوا يأخذوا من حديث أبي هريرة إلاّ ما كان في صفة جنّة أو نار)[4]

وهكذا أنكر المعتزلة حديثه، فقد روي عن أبي جعفر الإسكافي قوله: (وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا، غير مرضي الرواية، ضربه عمر بالدرّة، وقال له: قد أكثرت الرواية وأحر بك أن تكون كاذباً على رسول الله a)[5]

وهكذا كان موقف الشيعة منه، فقد رووا عن الإمام عليّ قوله: (ألا إنّ أكذب الناس - أو قال: أكذب الأحياء - على رسول الله a أبو هريرة الدوسي) [6]

ورووا عن الإمام جعفر الصادق قوله: (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله a: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وامرأة) [7]

وكل ذلك الإنكار بسبب تسرعه وعدم تثبته، ومحاولته جمع أكبر قدر من الروايات لينال الرقم القياسي في الرواية، وقد عبر عن ذلك فقال: (لم يكن أحد من

[1] العلل، لأحمد بن حنبل 1: 428 الحديث (946)

[2] الفصول في الأُصول، للجصّاص 3: 127.

[3] تاريخ مدينة دمشق 67: 360 (8895)

[4] تاريخ مدينة دمشق 67: 361 (8895)

[5] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 4: 67.

[6] شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 4: 68.

[7] الخصال: 190 الحديث (263)