responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113

إنها ليست لك بدار أخرج منها همّك وفارقها بعقلك، فبئست الدّار هي إلّا لعامل يعمل فيها فنعمت الدّار هي، يا موسى إني مرصد للظالم حتّى آخذ منه للمظلوم)

وروي أنه أوحي إليه: (يا موسى لا تركنن إلى حبّ الدّنيا فلن تأتيني بكبيرة هي أشدّ عليك منها).

وروي أنه مرّ برجل وهو يبكي، ورجع وهو يبكي، فقال موسى عليه السلام: يا ربّ عبدك يبكي من مخافتك؛ فقال: (يا ابن عمران لو سال دماغه مع دموع عينيه، ورفع يديه حتّى تسقطا لم أغفر له وهو يحبّ الدنيا)

فاعتبر ـ أيها المريد الصادق ـ بهذه المواعظ، واملأ بها قلبك، ولا تسمع لأولئك المتثاقلين إلى الدينا الذين يوهمونك أن الله خلقك لها لا له، أو خلقك لتستقر فيها لا لتعبر منها.. فأعظم الناصحين هم الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما عداهم إن كان على طريقهم، فهو وارث من ورثتهم، وإن لم يكن على طريقهم، فهو حجاب دونهم، فإياك أن تضيع طريق الأنبياء وتسير في طرق أصحاب الأهواء.

الدنيا وأئمة الهدى:

ومما يؤكد لك كل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ اتفاق جميع أئمة الهدى، وورثة النبوة على ذلك؛ فأحاديثهم مملوءة بالوصايا التي تحذر من التثاقل إلى الدنيا، والانشغال بأهوائها.

ولا يمكنني في هذه الرسالة أن أذكر لك كل ما ذكروه، ولذلك أكتفي لك بنموذجهم الأرفع، ومثلهم الأسمى، إما المتقين الأكبر، وتلميذ رسول الله a الأعظم، يعسوب الدين.. ذلك الإمام الذي مثل التلمذة للنبوة أحسن تمثيل، فكان معجزتها الكبرى، وآيتها العظمى؛ فقد وردت عنه الكثير من المواعظ والخطب والكلمات النيرة، وكانت حياته كلها مصداقا للتسامي عن الدنيا.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست