نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121
بحب المال.
ذلك أن تلك الأمور جميعا لا علاقة
لها بالقلب، ولا بالمشاعر، وإنما علاقتها بالجد والاجتهاد والضرب في الأرض، وكل
ذلك من الأمور المحمودة التي حثت عليها الشريعة، بل إن الله تعالى قرن الضاربين في
الأرض بالمجاهدين في سبيل الله، فقال: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ
مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ الله وَآخَرُونَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله﴾ (المزمل: 20)
وهكذا قرن رسول الله a بين التجار النشطين الذين يجلبون
السلع لأسواق المسلمين بالمجاهدين في سبيل الله، فقال: (الجالب إلى سوقنا كالمجاهد
في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله) ([123])
ولذلك لا تخف ـ أيها المريد
الصادق ـ فما سأورده لك من علاجات لإخراج حب المال من القلب، ليس المراد منها
إخراجه من الجيب، أو عدم امتلاكه مطلقا، أو عدم السعي لكسبه؛ فلا يمكن أن تستقيم
الحياة بذلك، وإلا أصبح السائرون في طريق الله مجرد كسالى شحاذين لا يملكون هذا
المصدر من مصادر قوة المؤمن.
بناء على هذا، وبناء على طلبك
المرتبط بذكر العلاج الذي يخرج حب المال من القلب، فسأذكر لك علاجين، كلاهما وردت
به النصوص المقدسة، أحدهما يرتبط بالمعارف التي تتسلل إلى عقلك وقلبك، لتصحح
تصوراتها الخاطئة، والثاني يرتبط بالسلوكات التي تمارسها في حياتك، نتيجة لتلك
المعارف التي اقتنعت بها، وتشكلت منها شخصيتك الجديدة.
العلاج المعرفي:
[123]
رواه ابن ماجه، والزبير بن بكار في أخبار المدينة والحاكم.
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 121