إذا عرفت هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ فاعلم أن لهذا المثلب من مثالب النفس الأمارة طرقا من العلاج تجتمع في
أمرين: العرفان الذي تغذي به عقلك، والسلوك الذي تحرك به نفسك.
العلاج العرفاني:
أما الأول، وهو العلاج العرفاني؛
فينطلق من تعظيمك لربك؛ فكل الذنوب سببها الجرأة على الله، وهي بسبب عدم توقيره
وتعظيمه، كما يروى عن الإمام علي قوله: (من أصرّ على ذنبه؛ اجترأ على ربه) ([225])
وقد أشار إلى هذا المعنى قوله تعالى:
﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾
[الحج: 74]، وقال عن خطاب نوح عليه السلام لقومه: ﴿مَا لَكُمْ لَا
تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا﴾ [نوح: 13،
14]، ثم عقب بعدها بذكر بعض مظاهر عظمة الله تعالى، فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا
كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ
فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ
الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا
فِجَاجًا ﴾ [نوح: 15 - 20]