responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189

ولكني أدلك على الاحتياط والورع، حتى لا تستهين بما تسميه صغائر، فتتحول إلى كبائر، ذلك أنه مع الخلاف الشديد في مصاديق الكبائر، اتفق العلماء جميعا على أن الصغائر يمكن أن تتحول إلى كبائر، وأول ما يحولها استهانة صاحبها بها، واحتقاره لها.

وقد ورد في الحديث ما يشير إلى ذلك، فقد حدث بعض أصحاب رسول الله a قال: (إنّكم لتعملون أعمالا هي أدقّ في أعينكم من الشعر، كنّا نعدّها في عهد رسول اللّه a من الكبائر)([229])

وروي أنه a قال لعائشة عندما وصفت إحدى النساء بالقصر: (يا عائشة، لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته)، وقالت: وحكيت له إنساناً ـ أي قلدته في حركته أو صوته أو نحو ذلك ـ فقال: (ما أحب أني حكيت إنساناً وأن لي كذا وكذا) ([230])

ومثله ما ورد في الحديث من قوله a: (من الكبائر السبّتان بالسبّة، ومن الكبائر استطالة الرّجل في عرض أخيه المسلم)([231])

فاعتبر السب الزائد كبيرة من الكبائر مع أنك ـ أيها المريد الصادق ـ لو رجعت إلى دواوين الفقهاء، لوجدتهم يعتبرونها من الصغائر، وقد يهونون من شأنها تهوينا كبيرا.

ولو أنك لو تأملت في الدافع الذي دفع إلى تلك الكلمات لوجدته مرضا نفسيا خطيرا، فقد تكون تلك السبة ثمرة للحسد والحقد والكبر وغيرها من الكبائر المتفق عليها.

العلاج السلوكي:

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فعليك أن تشمر على ساعد الجد، وابتعد عن كل من يهون لك شأن المعاصي، أو يدعوك إلى الرجاء الكاذب، فهو داعية ضلالة، والعاقل هو الذي يحذر، ويحتاط إلى أن ينال الفوز والنجاة، وقد قال تعالى: ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ


[229] رواه البزار في مسنده، وأحمد، مجمع الزوائد ج 1 ص 106 وج 10 ص 190.

[230] أبو داود والترمذي.

[231] قال العراقي: عزاه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس لأحمد وأبي داود

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست