responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 193

احتقار المذنیین

بعد أن كتبت إليك ـ أيها المريد الصادق ـ الرسالة السابقة التي حدثتك فيها عن المثالب الخطيرة التي يتعرض لها من يحتقر الذنوب ويستهين بها ويستصغرها، خشيت أن يتسرب إليك بعض التلبيسات حول ما ذكرت؛ فتتوهم أن تلك النصوص المقدسة التي تطالبنا بتعظيم الذنوب، وعدم احتقارها، تطالبنا معها باحتقار المذنبين وازدرائهم، والأمر ليس كذلك.

فاحتقار الذنوب يعطي النفس الأمارة هواها، ويجعلها تُقدم على المعاصي بكل جرأة ووقاحة، فتنتقل من الصغائر إلى الكبائر، ومن اللمم إلى الإدمان، ومن المسارعة بالتوبة إلى تأجيلها أو تعطيها.. بينما احتقار المذنبين وازدراؤهم والتعامل معهم بقسوة، يجعل من النفس الأمارة طاغوتا وجبارا متكبرا، ويجعل العاصي مصرا عنيدا.

ولذلك كان من الذنوب الكبيرة، والمثالب العظيمة التعامل مع المذنبين بالاحتقار والازدراء، لا بالدعوة والرحمة واللطف.

وقد ورد في الحديث ما يشير إلى هذا، ويؤكده، ويبين عظم خطره، فقد روي أن رسول الله a قال: (كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر، فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي،

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست