responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 195

أن يقطعوا عليه بوله، فقال: (لا تُزرِمُوه)

ثم ما إن انتهت حاله هذه حتى بدأ رسول الله a بمعالجة حاله الأصلية، وهي الجهل، فبدأ يُعلِّمُهُ بكل رِفق، وبكل سهولة، حتى قال الأعرابي قولته المشهورة، التي أضحكت رسول الله a: (اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحداً) ([235])

وقريب من هذا ما حدث به بعض الصحابة قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله a إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله a فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) ([236])

وقد كان سلوك رسول الله a مع هذا الرجل المبتدئ في الإسلام سببا لأن يقول هذه الشهادة التي ظلت الأجيال تحفظها: (ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني)

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع إلي لأحدثك عن كيفية علاج هذه الحالة إن طرأت عليك، ولا أحسبها ستطرأ عليك؛ فأنا أعلم تواضعك وورعك ومراعاتك لشريعة ربك.. ولكن مع ذلك لا بد أن تحتاط لنفسك، والعاقل هو الذي يحتاط لكل شيء، حتى لا تتسرب إليه وساوس الشيطان؛ فتخرب كل ما بناه بموقف أو كلمة.

العلاج المعرفي:


[235] رواه البخاري وغيره.

[236] رواه مسلم.

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست