نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 200
لم تكن فيك هذه الخلة النبوية،
فلن يقرب الله أحدا إلا إذا كان يسير على قدمي رسول الله a.. وعلى منهاجه منهاج النبوة التي هي رحمة للعالمين.. كما قال
تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾
(الانبياء:107)، بل إن الله تعالى سماه باسمين من أسماء رحمته، فقال تعالى: ﴿لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (التوبة:128)
ومما ييسر لك هذا ـ أيها المريد
الصادق ـ أن تجعل بصيرتك ترى العاصين مثل قوم اقتربت النيران من بيوتهم، تريد أن
تحرقهم؛ فلذلك تقتضي الرحمة أن تسرع إليهم لتنقذهم، لا أن تنظر إليهم بشماتة وحقد.
لقد ذكر رسول الله a هذا، ونبه إليه عند التعامل مع
المنحرفين والمخطئين؛ فقال: (إن اللّه لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم
مطلع، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش والذباب) ([240])
ومما يروى في السنة النبوية من
هذا أن أول
رجل أقيم عليه الحد في الإسلام أُتي به النبي a، فقيل: (يا رسول الله، إن هذا سرق)، فكأنما أسف وجه رسول الله a رمادا، فقال بعضهم: مالك يا
رسول الله، فقال: (وما يمنعني؟ وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم، والله عز وجل عفو
يحب العفو، ولا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه، ثم قرأ: ﴿وَلْيَعْفُوا
وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَحِيمٌ﴾ [النور: 22]) ([241])
وفي حديث آخر أن النبي a أُتي برجل قد شرب الخمر، قال:
اضربوه، فأمر بإقامة الحد عليه، فلما انصرف، قال بعض القوم: (أخزاك الله)، فقال
رسول الله a: (لا
تقولوا