responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 213

فالآية الكريمة تبين أن الصلاة هي العلاج الذي يحمي المجتمع من الفواحش والمنكرات، والذي يترك صلاته يشبه ذلك المجنون الذي لا يتناول دواءه، ثم يخرج إلى المجتمع ليملأه بما يأمره به جنونه.

ولهذا يأمر الله تعالى بالاستعانة بالصلاة لحفظ المجتمع من العدوان بأنواعه المختلفة، قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ (البقرة:45)، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة:153)

لذلك، فإن من يهون من أمر الصلاة باعتبارها من الآثام، والذنوب الخاصة لا يختلف عن ذلك الذي يهون من أمر متناولي المخدرات والمسكرات، باعتبارهم لا يفعلون ذلك إلا بأنفسهم.. مع أنه لولا وجودهم لما كان هناك من يتاجر بهما، ويدعو لهما.

وهكذا اعتبر القرآن الكريم الصيام علاجا للتقوى، ومن أهمل الصيام، أو احتقره باعتباره إثما خاصا، يجعل المجتمع خاليا منها.. وإذا خلى المجتمع من التقوى، أصبح مجتمع وحوش لا مجتمع بشر.. فالتقوى هي صمام أمان المجتمع.. ولذلك كان حفظها حفظ للمجتمع، وللدولة، وللأمة جميعا.

إذا علمت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاترك أولئك المشاغبين المنشغلين بالأماني الكاذبة، واقرأ كتاب ربك، وسنة نبيك a، وما ورد فيهما من العقوبات الشديدة على الذنوب مهما كان نوعها، فهما الناصحان، ومن خالفهما فقد غشك.

وإن شئت مثالا لهذا من القرآن الكريم، فاقرأ قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 28]، فقد أخبر الله تعالى أن اتباع سخط الله، وهو ما يمكن أن يكون في أي ذنب من الذنوب، سيؤدي لا محالة إلى إحباط الأعمال، وقد عقب الله تعالى الآية الكريمة بقوله: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ

 

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست