نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218
الحده و الغضب
تبت إلي ـ
أيها المريد الصادق ـ تسألني
عن الحدة والغضب، وهل هما من الطباع التي طُبع عليها البشر؛ فلا انفكاك لهم منها،
أم أنهما خاضعان للرياضة والتهذيب والإصلاح؟.. ثم سألتني عن كيفية ذلك؟.. وعن سر
اختلاف الناس في حدة الغضب وشدته؟.. وعن أولئك الذين يبررون تصرفاتهم بكونهم
مارسوها في حالة غضب، وهل يؤاخذون عليها، أم أن الله يعفو عنهم لعدم تحكمهم في
نفوسهم حال الغضب؟
وغيرها من أسئلتك الوجيهة، والتي
لا يمكن لمن يريد أن يهذب نفسه أن يجهل الإجابة الصحيحة عليها، ذلك أن الغضب وسيلة
الشيطان الكبرى للتحكم في تصرفات الإنسان، ومن لم يهذب غضبه، ويعدله وفق الشريعة،
صار زمام أمره بيد الشياطين يعبثون به كما يشاءون.
ولو أنك ـ أيها المريد الصادق ـ
تأملت في كل أنواع الصراع التي حصلت بين الأمم والشعوب، أو بين المجتمعات
ومكوناتها، أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، لوجدت أن الغضب هو السبب الأكبر
فيها.. ولو أن الذين وقعوا في ذلك الصراع تحكموا في غضبهم، وعالجوه وفق ما تقتضيه
الشريعة، لكان وضع البشرية مختلفا تماما.
ولذلك ورد في الحديث عن رسول الله
a ما يدل على أن الغضب نار في
نفس الإنسان، لا تختلف عن النار التي يتشكل منها الشيطان، ولذلك كانت أقرب المحال
التي يوصل بها رسائله إلى الإنسان، ليحوله إلى مساره وطبيعته، إلى أن يصير شيطانا
إنسيا لا يختلف عن شيطان الجن، قال رسول الله a: (إنّ
الغضب من الشّيطان، وإنّ الشّيطان خلق
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 218