responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219

من النّار، وإنّما تطفأ النّار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ)([256])

وروي عن ذي القرنين أنّه لقي ملكا من الملائكة فقال: علّمني علما أزدد به إيمانا ويقينا، قال: (لا تغضب فإنّ الشّيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب، فردّ الغضب بالكظم، وسكّنه بالتّؤدة، وإيّاك والعجلة فإنّك إذا عجلت أخطأت حظّك وكن سهلا ليّنا للقريب والبعيد، ولا تكن جبّارا عنيدا)([257])

وروي أن إبليس قال: (ما أعجزني بنو آدم فلن يعجزوني في ثلاث: إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم، ونبخّله بما في يديه ونمنّيه بما لا يقدر عليه)([258])

ولهذا كان الغضب سببا لكل أنواع الصراع والعدوان، التي وقعت بين البشر، ولعل الملائكة عليهم السلام أدركوا ذلك عندما علموا بالمركبات التي تتكون منها نفس الإنسان، فقالوا: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ﴾ [البقرة: 30]

لكن الله تعالى أخبرهم أن هناك من يستطيع أن يسيطر على غضبه، ويصرفه إلى مواضعه الصحيحة، مثلما تستعمل النار في الطبخ، لا في الحرق.

ولذلك قال رسول الله a: (ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب)([259])؛ فلم ينف رسول الله a الغضب عن الشديد، وإنما أخبر عن تحكمه فيه، مثلما نتحكم في النار، فنستفيد منها في طبخ الطعام، دون أن تحرقه.

ولهذا أخبر الله تعالى عن غضب الأنبياء عليهم السلام، وكيف صرفوه في مواضعه


[256] أبو داود(4784)، وأحمد(4/ 226)

[257] إحياء علوم الدين (3/ 177)

[258] المرجع السابق، (3/ 177)

[259] البخاري [فتح الباري]، 10(6114)، ومسلم(2609)

نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست