نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 220
الصحيحة، ومن ذلك ما أخبر به عن
غضب موسى عليه السلام عندما عبد قومه العجل، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ
مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ
بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ﴾ [الأعراف: 150]، وقال:﴿
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ
يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ
أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ
مَوْعِدِي﴾ [طه: 86]
وأخبر عن غضب يونس عليه السلام من
إعراض قومه، فقال: ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا﴾
[الأنبياء: 87]
وأخبر عن غضب نوح عليه السلام
ودعوته على قومه بسبب إعراضهم الشديد في تلك الآماد الطويلة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ
نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26)
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا
﴾ [نوح: 26، 27]
وأخبر عن غضب إبراهيم عليه السلام
على قومه بسب إعراضهم الشديد، وأنه قال لهم في حال غضبه: ﴿أَفَتَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ
لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾
[الأنبياء: 66، 67]
وهكذا ورد في الحديث أن رسول الله a كان (إذا خطب احمرّت
عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه حتّى كأنّه منذر جيش يقول: (صبّحكم ومسّاكم)، ويقول:
(بعثت أنا والسّاعة كهاتين)([260])
وروي أنه a رخّص في بعض الأمور، فتنزّه ناس عنها، فبلغه ذلك، فغضب حتّى بان الغضب
في وجهه. ثمّ قال: (ما بال أقوام يرغبون عمّا رخّص لي فيه، فو الله لأنا أعلمهم