نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
فتأمل هذا المعنى ـ أيها المريد
الصادق ـ فهو لا يمكن تقديره بثمن.. ذلك أنك في الوقت الذي تبتسم فيه أثناء
استفزازك وإغضابك تكون محل قرب ومحبة من ربك..
وأضف إلى هذا ما ورد في الأحاديث
من حرمان الكاظمين لغيظهم من العذاب، ففي الحديث قال رسول الله a: (من كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى ربّه قبل الله عذره،
ومن خزن لسانه ستر الله عورته)([277])
بل ورد ما هو أعظم من ذلك، فقد
قال رسول الله a: (من كظم غيظا
ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، وأمنا وإيمانا)([278])
وروي أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ a فقال: يا رسول الله! أيّ
النّاس أحبّ إلى الله تعالى؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ فقال رسول الله a: (أحبّ النّاس إلى الله تعالى
أنفعهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه
كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحبّ إليّ من
أن أعتكف في هذا المسجد شهرا، ومن كفّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء
أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتّى
يتهيّأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام) ([279])
ولا يقتصر جزاء المتحكمين في
غضبهم على ذلك الجزاء المعنوي الذي لا يقدر بثمن، بل قد أخبر رسول الله a عن بعض الجزاء الحسي الذي
ينالونه؛ فقال: (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عزّ وجلّ على رؤوس
الخلائق حتّى يخيّره من الحور ما شاء)([280])