نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
ولهذا فإن ابتلاء
الله تعالى لك ـ أيها المريد الصادق ـ بإيقاعك في المواقع التي تثير غضبك فرصة لك
لتنال كل هذه الأجور العظيمة التي لا يمكن أن تنالها من دونها.. فابتهلها،
واغتنمها، ولا تفرط فيها لأجل غضب يضرك أكثر مما ينفعك.. وقد روي عن الإمام الصادق
أنه قال: (نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإنّ عظيم الأجر لمن عظم البلاء، وما
أحبّ الله قوما إلّا ابتلاهم)([281])، وقال: (ما من عبد كظم غيظا إلّا زاده الله تعالى عزّا في
الدّنيا والآخرة، وأثابه الله مكان غيظه ذلك)
فهذه الروايات تدل
على أن الله تعالى يختبر عباده بأن يوقعهم في مثل تلك المحال التي تثير غضبهم،
ليتميز الخبيث منهم من الطيب، مثلما ابتلى إبليس بالسجود لآدم عليه السلام، ولولا
ذلك ما ظهر كبره وحسده.
ومما يروى عن لقمان في هذا قوله: (ثلاثة
لا يعرفون إلّا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلّا عند الغضب ولا الشجاع إلّا عند
الحرب، ولا تعرف أخاك إلّا عند حاجتك إليه)
ولهذا قال الإمام الكاظم: (اصبر
على أعداء النعم فإنّك لن تكافئ من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه)([282])،
وهي حكمة تدلك على أن عبوديتك لله تعالى في المواقف التي تثير غضبك هي أن تتحكم في
نفسك، ولا تترك لها العنان لتمارس أهواءها، بل عليك حينها أن تذكر ربك، وتطبق
شريعته في غضبك كما تطبقها في رضاك.
وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو
قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله a أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء؟ ورسول الله a بشر يتكلم في الغضب والرضا،
فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله a، فأومأ