نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 229
بإصبعه إلى فيه فقال: (اكتب فوالذي
نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق) ([283])
فاجتهد ـ أيها
المريد الصادق ـ لتستن بسنة رسول الله a في غضبك
ورضاك، فلا تترك في كليهما لنفسك هواها، بل تحكم شريعة ربك، وأخلاق نبيك a، فالكمال في اتباع هديه، لا في اتباع هوى نفسك الأمارة.
ومما يعينك على ذلك ـ أيها المريد
الصادق ـ علمك برؤية الله لك عند غضبك، وتوليه الدفاع عنك، كما نص على ذلك قوله
تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا
يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج: 38]
وقد روي في تفسيرها عن الإمام
الصادق أنه قال: (إنّ في التوراة مكتوبا: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند
غضبي فلا أمحقك فيما أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإنّ انتصاري لك خير
من انتصارك لنفسك)([284])
وروي أنه قال: (إذا وقع بين رجلين
منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت ستجزى بما قلت،
ويقولان للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك، قال: فإن ردّ
الحليم عليه ارتفع الملكان)([285])
وقد ورد في الحديث أن رجلا كان يشتم بعض
الصحابة، وهو ساكت؛ فلمّا ابتدأ لينتصر منه قام رسول الله a، فقال: إنّك كنت ساكتا لمّا
شتمني فلمّا تكلّمت قمت؟ قال: (لأنّ الملك كان يجيب عنك، فلمّا تكلّمت ذهب الملك
وجاء الشيطان؛ فلم أكن لأجلس في مجلس فيه الشيطان)([286])