نام کتاب : مثالب النفس الأمارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 234
رجز الشيطان، وأيّما رجل غضب على
ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرّحم إذا مسّت سكنت)([298])
وقال: (إنّ هذا الغضب جمرة من الشيطان
توقد في جوف ابن آدم وإنّ أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان
فيه، فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإنّ رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك)([299])
ومن الأدوية التي يمكن استعمالها في هذا
تذكر أي موقف من المواقف السيئة التي قد تغطي على ذلك الموقف، وخاصة إن كانت أسوأ
منه، ومن الأمثلة على ذلك ما روي أن بعض الحكماء دخل على صديق له فقدّم إليه الطعام
فخرجت امرأة الحكيم وهي سيّئة الخلق فرفعت المائدة، وأقبلت على شتم الحكيم، فخرج
الصديق مغضبا فتبعه الحكيم وقال: أتذكر يوما كنّا في منزلك نطعم، فسقطت دجاجة على
المائدة، وأفسدت ما عليها، فلم يغضب أحد منّا فقال: نعم فقال: (احسب أنّ هذه مثل
تلك الدّجاجة)، فسرّي عن الرّجل وانصرف وقال: (صدق الحكيم، الحلم شفاء من كلّ ألم)
وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن
تكتشف آلاف الحيل التي تحمي عقلك من أن يتلاعب به الشيطان أثناء الغضب، وستجد من
اللذة بعدها ما لا يعدله ذلك التهور الذي يدعوك إليه غضبك، ليجعلك كالمجانين تتصرف
من غير وعي في أحلك الأوقات التي تحتاج فيها إليه.
هذه وصيتي إليك، فاجتهد في تدريب نفسك
في العمل بها؛ فهي وإن كانت ثقيلة عليك، إلا أن عواقبها حميدة، فتذكر عواقبها ليخف
على نفسك ثقلها.